منتخب السويد وكأس العالم: أحلام الشمال التي اصطدمت بجبابرة الكرة

منتخب السويد وكأس العالم: أحلام الشمال التي اصطدمت بجبابرة الكرة

منتخب السويد وكأس العالم: أحلام الشمال التي اصطدمت بجبابرة الكرة

من بين منتخبات أوروبا التي لم تتوَّج بكأس العالم لكنها اقتربت من الحلم، يبرز منتخب السويد كأحد الفرق التي لطالما شكّلت رقمًا صعبًا في البطولات الكبرى.
ورغم غيابه أحيانًا عن الأضواء، فإن “محاربي الشمال” تركوا بصمات قوية في تاريخ كأس العالم، وكانوا دائمًا حاضرِين بروح قتالية وانضباط تكتيكي قلّ نظيره.

فيما يلي نستعرض قصة منتخب السويد مع كأس العالم: من المجد الضائع على أرضه إلى مفاجآت القرن الحادي والعشرين.

البدايات: بصمة مبكرة في أولى النسخ

بدأت رحلة السويد مع كأس العالم في النسخة الثانية عام 1934 بإيطاليا، حيث تأهلت إلى ربع النهائي.
وفي نسخة 1938 بفرنسا، فاجأت الجميع بوصولها إلى نصف النهائي، مستفيدة من انسحاب النمسا، ثم خسرت أمام المجر قبل أن تخسر مباراة تحديد المركز الثالث ضد البرازيل.

هذه النتائج المبكرة كانت دلالة على أن السويد، حتى في زمن هيمنة أوروبا الوسطى، كانت تملك مقومات الفريق القوي.

1950: ظهور أول على منصة التتويج

في مونديال البرازيل 1950، قدّمت السويد أداءً استثنائيًا، ووصلت إلى الدور النهائي (نظام الدوري الرباعي آنذاك)، وحققت المركز الثالث بعد أن تغلّبت على إسبانيا في الترتيب.

لكن هذا الجيل السويدي كان مجرد مقدمة لحلم أكبر تحقق في أرضه لاحقًا…

1958: النهائي التاريخي في ستوكهولم

استضافت السويد نهائيات كأس العالم عام 1958، وسجّلت أفضل إنجاز في تاريخها.

بقيادة نجوم مثل نيلس ليدهولم، كورت هامرين، وغونار غرين، تأهلت السويد إلى النهائي بعد أن أطاحت بألمانيا الغربية (البطلة السابقة) في نصف النهائي بنتيجة 3-1.

وفي المباراة النهائية، اصطدمت السويد بمنتخب البرازيل بقيادة الفتى المعجزة بيليه، الذي تألق وسجل هدفين.
انتهت المباراة بنتيجة 5-2 لصالح البرازيل، لكن السويد خرجت مرفوعة الرأس، وكتبت صفحة ذهبية في تاريخها الكروي.

السبعينيات والثمانينيات: غياب وخفوت

رغم أن الكرة السويدية واصلت إنتاج المواهب، إلا أن عقدي السبعينيات والثمانينيات شهدا تراجعًا كبيرًا.
فشل المنتخب في التأهل إلى كأس العالم بين 1978 و1986، وابتعد عن الساحة العالمية، رغم حضوره القوي أحيانًا على مستوى أوروبا، kooralive.

1994: عودة المجد في أمريكا

بعد غياب طويل عن الدور الثاني، فاجأ منتخب السويد الجميع في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة، وحقق إنجازًا استثنائيًا باحتلال المركز الثالث.

بقيادة المدرب تومي سفينسون ونجوم مثل توماس برولين، كينيت أندرسون، ومارتن دالين، تأهلت السويد من مجموعة ضمت البرازيل وروسيا والكاميرون.

وفي ربع النهائي، أخرجت رومانيا بركلات الترجيح، قبل أن تخسر بصعوبة أمام البرازيل بهدف روماريو في نصف النهائي.
ثم فازت على بلغاريا 4-0 في مباراة تحديد المركز الثالث.

كان ذلك الجيل محبوبًا داخل السويد وخارجها، لأنه قدّم كرة جميلة بروح جماعية عالية.

الألفية الجديدة: محاولات بلا تتويج

مع دخول القرن الـ21، عاد منتخب السويد ليكون حاضرًا في النهائيات:

  • 2002: تأهل من مجموعة الموت (إنجلترا، الأرجنتين، نيجيريا)، وخرج أمام السنغال في دور الـ16.
  • 2006: بلغ دور الـ16 مجددًا، وخرج على يد ألمانيا.
  • 2010 و2014: غاب عن النهائيات بسبب تراجع المستوى، رغم وجود النجم زلاتان إبراهيموفيتش.

روسيا 2018: مفاجأة من دون زلاتان

بعد غياب طويل عن ربع النهائي، عاد منتخب السويد للواجهة في مونديال روسيا 2018، وسط توقعات متواضعة، خاصة في ظل اعتزال زلاتان.

لكن المدرب يان أندرسون صنع منتخبًا جماعيًا متماسكًا، تصدر مجموعته التي ضمت ألمانيا، كوريا الجنوبية، والمكسيك.

ثم فاز على سويسرا في دور الـ16، قبل أن يخسر أمام إنجلترا في ربع النهائي.
وكان ذلك دليلًا على أن كرة القدم السويدية يمكن أن تزدهر بالانضباط والروح الجماعية، حتى في غياب النجوم الكبار.

هل تملك السويد فرصة للفوز بكأس العالم مستقبلاً؟

رغم الإنجازات الماضية، تبقى السويد بعيدة عن التتويج لأسباب واضحة:

  • محدودية القاعدة السكانية: ما ينعكس على حجم المواهب المتاحة.
  • غياب النجم القادر على الحسم عالميًا منذ اعتزال زلاتان.
  • اعتمادها على النمط الدفاعي المحافظ الذي قد يصطدم بالفرق الكبرى في الأدوار المتقدمة.

لكن في المقابل، تملك السويد تقاليد كروية راسخة، ومنظومة كروية ناجحة على مستوى الفئات السنية، تجعلها قادرة على صنع المفاجآت، كما فعلت في 1994 و2018.

مقالات ذات صلة